هذه السياسات ليست حديثة العهد، في الواقع هي مخاض الإنتاج المفرط الذي فرض على العالم بعد نشوب الثورة الصناعية. وأدى هذا النمط الإنتاجي الجشع إلى إرهاق وتعطيل العديد من الدورات الطبيعية المسؤولة على ضمان توازن النظم البيئية العالمية. يقوم هذا المنطق الرأسمالي الاستعماري على الاستغلال المكثف للموارد الطبيعية والطاقات العمالية والتدنيس الشامل للحقوق الإنسانية والبيئية الأساسية في البلدان التي تم تفقيرها تاريخيًا.
إن الحتمية الراهنة تفرض علينا كأفراد وكحركات اجتماعية مناهضة هذه الأنظمة المخلة بأسس الحياة والمتجهة بنا نحو الانقراض. يتوجب علينا اليوم تطوير أنظمة اجتماعية واقتصادية تقدمية بديلة من شأنها أن تساعدنا على البقاء والتغلب على أزمة المناخ. يسلط هذا الكتاب الضوء على بعض تجارب الانتقال العادل المختلفة عبر العالم التي طورتها ونفذّتها حركات الخطوط الأمامية الراديكالية.